نموذج الاتصال

القصة الجزائرية عند احمد رضا حوحو

-القصة الجزائرية (رضا حوحو )


تعريف القصة 

أ-لغة: القصة معروفة ويقال في رأسه قصة يعني الجملة من الكلام ونحوه قوله تعالى: "نحن نقص عليك أحسن القصص" أي نبين أحسن البيان.
يوجد في اللغة العربية "القص" بمعنى الحكي والسرد، مشتقة من القصة التي تعني سرد واقعي أو خيالي لأفعال نثرا أو شعرا.
وهناك القص بمعنى القطع مشتقة من كلمة "المقص" وهو أداة للقطع والبتر فنقول: قص الورق بمعنى قطعه وفي القاموس المحيط للفيروز أبادي معان كثيرة لكلمة "قص" مثقفة في معظمها مع ما ورد في لسان العرب المحيط، ومنها: قص أثره قصا وقصيصا تتبعه، والخير أعلمه .


إن القصة بمفهومها العام شديدة الصلة بحياة الإنسان اليومية منذ فجر التاريخ. فلا تكاد تخلو منها حياة أي شعب من الشعوب سواء كانت مدونة أم مروية شفهيا.
ونقول أيضا: قطعت علاقتي بفلان ولا يصح أن نقول: قصصت علاقتي بفلان فهذا خطأ وهناك القاص الذي يأتي بالقصة من فصلها ويقال: قصصت الشيء إذا تتبعت أثره شيئا بعد شيء، وكذلك قوله تعالى:"وقالت لأخته قصية" أي تتبعي أثره، كما يوجد أيضا:القصة وهي الخصلة من الشعر وقصة المرأة ناصيتها والجمع من ذلك قصص وقصائص وقص الشاة ما قص من صوفها . 


ب-اصطلاحا:القصة سرد نثري أو شعري واقعي كان أم خيالي لأفعال يقصد به أو يهدف إلى الاهتمام والإمتاع وتثقيف السامعين والقراء، ويقول أحد رواد القصص المرموقين وهو "روبرت لويس ستيفن سون" : "ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة، فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها أو يأخذ جوا معينا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده" .


القصة الجزائرية  عند احمد رضا حوحو


القصة الجزائرية  رضا حوحو 


 .البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة- الطريقة الحديثة-

عند أحمد رضا حوحو


لم يستعمل حوحو الطريقة الحديثة إلا قليلاً حتى لتكاد تكون نادرة في قصصه، فهي أقل الطرق استعمالاً عنده، ويعود سبب ندرتها إلى أسباب كثيرة، أبرزها أن حوحو لم يكن مهتماً بمطالعة الأدب الفرنسي الحديث، قدر شغفه بمطالعة الإنتاج الأدبي الذي كتب في عصر النهضة، خصوصاً القصصي والمسرحي منه.‏

لكن تجلت ملامح هذه الطريقة في قصته"القبلة المشؤومة"، فقد مهد لها بوصف البيئة القصصية التي وقع فيها الحدث، واتضح من خلال المقدمة أن الحدث قد انتهى، وإنما بطل القصة قد أعاد روايته لصديقه الكاتب. وهكذا رجعت القصة إلى أولها وتضمنت المقدمة حديثاً طويلاً على لسان الراوي، تحدث فيه عن هواية الرياضة المحببة إليه، وهي عبارة عن فسحة قصيرة كان يقوم بها كل ليلة في ضاحية"المسفلة"، إحدى ضواحي أم القرى.

نجمل بعض النتائج والملاحظات لفن القصة عند حوحو في الأمور التالية.‏

لقد تنوعت الموضوعات القصصية، وتعددت، فبدا في قصصه الأولى متأثراً بالموضوعات العاطفية والروح الرومانسية، ثم أخذ يتخلص من تأثير هذا التيار بتطوير نظرته، ومفهومه للأدب وللواقع الحياتي فاتسمت قصصه الأخيرة، بتأثير الاتجاه الإصلاحي والواقعي، وتخلصت النهايات القصصية من النظرة التشاؤمية.‏
ومن الناحية الشكلية اتسمت أعماله في مجملها بالقصر، وحققت عدة شروط أساسية لفن القصة القصيرة.‏

على أنه أحياناً ابتعد عن خصائص بنية القصة القصيرة الفنية واقترب من روح الرواية أو بعض الأشكال الأدبية الأخرى، خصوصاً المقالة الأدبية، يوضح ذلك تعدد الشخصيات وكثرة الأحداث، وتنوع البيئات وطول الزمن.‏
ويدل هذا على عدم اكتراث حوحو بالمبادئ الفنية، في أثناء كتابة القصة، رغم معرفته بأصولها النظرية.‏
ونحن لا ننفي أن يكون بعض قصصه قد اتسم بالتركيز، وتوافر العناصر الفنية، كوحدة الحدث، وقصر الزمن، والتركيز، ولكن قصصاً عديدة لم يوفق حوحو في صوغها، حيث طغت بعض ملامح الحكاية الشعبية على طريقة كتابتها، كقصتي: "صاحبة الوحي"، و"القبلة المشؤومة"، فقد حول بعض الشخصيات إلى دمى خالية من أي إحساس بشري، وأفقدها حيوية الشخصية الأدبية ذات الاستقلال التام، والكيان المستقل داخل النص الأدبي.‏
على أن الشخصيات في قصصه تدل على اتصاله بالواقع الحياتي وبيئات مجتمعه، وتأثره بما يدور فيه، وبما يعانيه الإنسان.‏
ومن هنا اختلفت عنايته برسم شخصياته حسب أهمية الشخصية وقوة موقفه منها، فقد اهتم بتصوير الشخصيات الدينية، حيث أنه يعتني أولاً بوصف مظهرها الخارجي وصفاً دقيقاً يوحي في الغالب بسمّو مكانتها الاجتماعية ومنزلتها العلمية، ولكنه سرعان ما يكشف جانبها الباطني عن طريق مواقف محرجة يسوقها إليها سوقاً، وعادة ما تكون الصورة الباطنية، هي الصورة الحقيقية، والصورة الخارجية صورة زائفة، خادعة، أما معظم الشخصيات الأخرى فتظل باهتة يقودها الكاتب كيفما شاء، ويرسم مصيرها كيفما أراد.‏
ولم تسلم من هذه الحتمية إلا شخصيات قليلة، حيث أنها أدت دورها الفني كاملاً، كشخصية "دروت" في قصة التلميذ.‏
كما اتسمت بعض الأحداث بخلوها من عنصر الاقناع، إما لضعفها الفني أو لغرابتها عن تقاليد المجتمع العربي، ونعزو وجودها في قصص حوحو إلى تأثير قراءاته المتنوعة للآداب الأجنبية، خاصة الأدب الفرنسي.‏
ومع هذا كله اتسم فن القصة القصيرة عند أحمد رضا حوحو بالثراء والتنوع، فكشف عن موهبة أدبية خصبة قدمت الكثير، وحسبه أنه ظهر في وقت تحارب فيه الثقافة العربية والإسلامية بشتى الوسائل الاستعمارية فضلاً عن فقر تاريخنا الأدبي الجزائري إلى الأدب القصصي، وخلوه من حركة نقدية تواكب مسار ابداعاته أيام حوحو.‏
وهكذا شق حوحو طريقه الأدبي، ورسم بعض معالم القصة العربية في الأدب الجزائري المعاصر، فاستحق أن يكون علماً رائداً لهذا الفن الأدبي خلال مرحلته الأولى.‏

5 تعليقات


  1. كيف سيتم سؤالنا عن هذا الدرس

    ردحذف
  2. لم افهم هذا الدرس تابع لطور الابتدائي ام ماذا !!! ارجو الرد

    ردحذف
  3. لمدا لا توجد مواضيع مقترحة في اللغة العربية

    ردحذف
  4. هذا الدرس لأي طور ينتمي

    ردحذف
    الردود
    1. est ce que cela fait partie de la culture générale

      حذف